الوفاء ما هذه الكلمة؟ !!!

معانيها كبيرة وتطبيقها صعب جدًّا في هذا الزمن، الذي يتصارع فيه الجميع؛ من أجل البقاء في زمن النزاع النفسي الذي يعيشه البشر في ظل الثورة الإلكترونية التي قتلت الكثير من معاني الكلمات.

في لحظةٍ ما؛ توقف عقلي عن التفكير، وشعرت أن العالم صمت للحظات حينما وصلني نبأ استشهاد مهندس العراق، ابن الأرض المالحة، وابن الفيحاء، رفيق المظلومين أبي مهدي المهندس “رحمه الله”.

حزن قلبي، وشعرت أن ظهري صار مكشوفا، ولا أعلم لمَ هذا الشعور الغريب!
أصبحت أشاهد واستمع، ولم أجد لكلمة الوفاء مكانًا في هذه الرزية.
بعد ثلاثة أيام من هذا المصاب عدت إلى دياري، وكان لقائي الأول بشخص عشق الشهيد الحي، سرنا مستقلين سيارة والصمت ضرب كل شيء، أشاهد وأراقب ولا شيء سوى حزن كحزن يعقوب، حين ابيضَّ قلبي من الكرب، وتوقف الزمن وهو يضيق بي ذرعا..
سرد صاحبي قصة الرحيل المؤلمة، ورسم مشهد الفاجعة، والأسى يقلبه ذات اليمين وذات الشمال.. ووقتئذٍ شعرت أنني عثرت على الكلمة المفقودة (الوفاء)، نعم، وجدتها في شآبيب حزن صديقي وجزعه الدائم.
ولكن! هل اغتمُّ لحزنه؟ أم ابتهج وأغبطه على وفائه الذي أضحى معدوما في زمننا؟
وصدق أبو الطيب حين قال:
غاض الوفاءُ فما تلقاه في عدةٍ •• وأعوز الصدقُ في الأخبار والقسم

فلله درُّ من أوفى وصدق !

زين المهاجرين