
بيان شديد اللهجة من تنسيقيات التظاهرات بحق مقتدى الصدر … خائن للثوار
وجهت اللجنة التنسيقية لمظاهرات أكتوبر في العراق بياناً شديد اللهجة ضد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اتهمته فيه بـ “الخزي والعار” و”خيانة الثوار”، وذلك بعد فض القوات الأمنية اعتصام البصرة بمجرد انسحاب أنصار الصدر منه.
وجاء في البيان الموجه من المتظاهرين للصدر: “لم نخرج بفتوى دينيّة ولم نخرج بتغريدة صدريّة، فلا يُراهِن مقتدى وأنصاره على نفادِ صبرنا ونهاية ثورتنا. ركبَ موجتنا فركِبناه وحاول استِغلالنا فتجاوزناه.”
وأضاف البيان: “باقون في الساحاتِ حتى تحقيقِ أهداف الثورة ولن نخذُل دماء الشهداءِ ولن يكونوا ورقةَ على طاولة المُتاجرة السياسة كما فعل الصدر.”
واختتم البيان بالقول: “ما فعله هو خزيٌ وخيانةُ للثوُار وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة القادمِة كما وَعَدته إيران.”
وجاء فض اعتصام البصرة مباشرة بعد انسحاب مناصري الصدر منه، وهو ما أثار الشكوك حول تواطئه أو علمه المسبق بالعملية، بهدف إيصال رسالة مفادها أن وجوده هو من يحمي المتظاهرين.
وانسحب أنصار الصدر بعد تغريدة لزعيمهم يوم الجمعة وجه فيها عتبا على متظاهري ساحة التحرير الذين شككوا به، معتبرا أنه كان سندا لهم، وقال إنه بعد الآن لن يتدخل في أمورهم لا بالسلب ولا بالإيجاب.
وتلا تغريدة الصدر، انسحاب أنصاره المعتصمين في الساحات في الناصرية والديوانية والبصرة وبغداد.
وأكد مراقبون، أن القوى السياسية العراقية والفصائل المسلحة الحليفة لإيران، فشلت بعد تحشيد دام أكثر من 10 أيام، في جمع الأعداد المنشودة لتظاهرات “مليونية السيادة” أمس الجمعة، التي خصصت للمطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق، وتبنّتها قوى سياسية بارزة، مثل حزب “الدعوة الإسلامية” والمجلس الإسلامي الأعلى و”الفضيلة” والتيار الصدري، عدا عن فصائل مسلحة ضمن “الحشد الشعبي”.
وأضافوا أن أعداد المشاركين لم تتجاوز في أفضل الأحوال عشرات آلاف، غالبيتهم ممن تم نقلهم بحافلات وزارة النقل وسيارات الحشد الشعبي، من محافظات جنوب ووسط العراق وضواحي بغداد قبل ليلة من بدء التظاهرات التي استمرت نحو 5 ساعات بين بوابة جامعة بغداد، وجسر الطابقين.
وهو ما اعتبر أيضاً اختياراً متعمّداً، كون الشارع الممتد حتى جسر الطابقين من حي الجادرية مصمماً بشكل يمكن حصر المتظاهرين فيه، وبالتالي إظهار امتلاء الشارع بجانبيه، لتقديم صورة أن التظاهرة مليونية وناجحة كما تم الإعلان عنها مسبقاً.
واعتبر ناشط عراقي من البصرة رفض الكشف عن هويته، أن سر اقتحام اعتصام البصرة بعد انسحاب أنصار الصدر هو أن الأخير “شريك معهم في الحكومة، ولكن بعد انسحابهُ أصبحت الساحة سهلة المنال لقوات أسعد العيداني” في إشارة إلى محافظ البصرة.
مستخدم لتويتر يدعى طه حسن قال في تغريدة: “الآن بات واضحا سبب عدم تدخل أي قوة حكومية لفض الاعتصامات، وهو عدم النية للاحتكاك بالصدر وجمهوره أما وقد انسحبوا الآن من الساحات فباتت الفرصة مواتية لهم، هذا إن لم يكن الصدر نفسه على دراية بفض الاعتصامات.”.
وقال مغرد يحمل اسم صلاح:” نقطة التحول بالمظاهرات بدأت الآن. انسحاب الصدر ترك ظهر الساحات مكشوفاً جسّوا النبض الآن بالبصرة، وقد يمتد إخلاء الساحات إلى بغداد نفسها.”.
وأضاف: “إما أن يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الثورة ويبدأ التغيير الحقيقي من هنا، أو أنه سيخذلها وينتهي كل شيء. التغيير قادم، لكن بثمن باهض.”.