مرتزقه المال الابتزاز السياسي
لا يخفى على الجميع أنَّ العراق يمرُّ بأزمات كبيرة وعديدة، ويحتاج إلى وقفة وتكاتف عظيمين من الجميع، فإنَّ هذا الوطن ملك للجميع؛ لا بدَّ أن يتكاتف الكل في الحفاظ عليه، والسير نحو علوه والسمو به أمام المتجمع الدولي.
وفي الوقت الذي نجدُ فيه الغيارى والمحافظين يرمون إلى حلِّ مشكلات هذا البلد، والأخذ به إلى برِّ الأمان؛ نرى طغمةً أخرى تحاول تشويه أي حكومة تتصدَّر المشهد، وترمي إلى اتهامها بالفساد قبل أن تتشكل، وهي جماعة لا تنتمي إلى هذا الوطن إلَّا في حمل جنسية ورقية قيمتها بضعة دولارات كقيمتهم أنفسهم.
ويستخدم هؤلاء التكنولوجيا الحديثة للتسقيط والتشهير بتلك الشخصية أو الفئة، حينما يرتضون لأنفسهم العيش على دماء الابتزاز، بحقٍّ ومن دونه، وهم يعمّرون حياتهم على الظن والإثم، كأنهم صخور عوراء، تقذف نفسها في طريق السلام.
ونحن اليوم نلمس هذا الأمر في بلادنا، فما إنْ تتشكَّل أية حكومة مكلفة لقيادة البلاد وإخراجها من أزماتها وصراعاتها المتتالية؛ حتَّى تبدأ ثعابين التواصل الاجتماعي ببثِّ سمومها القاتلة، مراهنةً على إسقاط وجه الحق وكسر عصا الحكومة الجديدة، دون شرف ومهنية.
ولكن ما يزيد أسفنا هو رضوخ البعض لهذا الابتزاز والاستلاب، ليضخَّ لهم مناصب حكومية يسد بها أفواه هذه الجماعة الوضيعة، الجماعة التي اعتادت على كسب المال الحرام دون تورع وإهابة، والأمثلة على ذلك كثيرة، لا يسعها المقام.
وفي ظل هذه الظروف، لا أرى أمامي إلا أن أخاطبَ الشعب العراقي أوَّلا، والسيد المكلف ثانيا، إن العراق أمانة في أعناقكم، فهو عمادكم وسندكم، لا تطيعوهم، ولا تسمعوا لهم، فكل حديثهم أجوف كطنين الذباب، وكلماتهم خاوية على عروشها لا خير فيها، وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.. إنهم مسؤولون عن تحطيم حياتكم، وقتل مستقبل أبنائكم، فلا تجعلوا رقابكم بين أيديهم..
لا للحاكم الفاسق الفاسد..
لا للأقلام المأجورة..
https://www.facebook.com/Zine.emigrants